التدبير البيداغوجي والنجاح المدرسي: مرجع شامل للفاعلين في المجال التربوي
يُعد هذا الكتاب مرجعًا تربويًا غنيًا يعالج بعمق موضوع التدبير البيداغوجي وعلاقته الوثيقة بمفهوم النجاح المدرسي، حيث يُوجَّه أساسًا إلى أطر الإدارة التربوية، الأساتذة، المكونين، والطلبة الباحثين في مجال علوم التربية. يهدف المؤلف إلى تقديم تصور شمولي ومتكامل لمفهوم التدبير، عبر استعراض آلياته وتقنياته ومرجعياته النظرية والتطبيقية، مما يضع القارئ أمام رؤية واضحة لكيفية تفعيل هذا المفهوم في الممارسة التعليمية اليومية.
ينقل الكتاب مفهوم "التدبير" من سياقه الأصلي في مجال الاقتصاد وتسيير المقاولات إلى المجال التربوي، ويُسهم في إعادة توطينه داخل الحقل البيداغوجي، ليصبح أداة فعالة في تحقيق جودة التعليم وتدبير المؤسسات التعليمية بكفاءة وفعالية.
كما يستعرض الكتاب مجموعة من نظريات التعلم المؤثرة في الفكر التربوي، منها: نظرية بافلوف في التعلم الشرطي، نظرية ثورندايك في المحاولة والخطأ، نظرية واطسون في التعلم بالتكرار، نظرية جان بياجي في التماثل بين الذاتي والموضوعي، بالإضافة إلى مساهمات المدرسة البنائية الاجتماعية، خاصة نظرية فيغوتسكي حول التعلم كعملية اجتماعية وثقافية.
ومن الجوانب الهامة في هذا العمل الأكاديمي، التطرق إلى تاريخ الإصلاح التربوي في المغرب، من خلال تحليل ثنائية الأزمة والإصلاح، واستعراض البيداغوجيات الحديثة التي تم اعتمادها خلال العقود الأخيرة مثل بيداغوجيا الأهداف، بيداغوجيا الكفايات، إلى جانب البيداغوجيات المبتكرة التي لم تُطبق بعد في السياق المغربي، مثل البيداغوجيا الإبداعية.
ويركّز الكتاب أيضًا على أسس مدرسة النجاح، ويسلط الضوء على السبل العملية لتحقيق جودة مدرسية حقيقية، انطلاقًا من تفعيل آليات الحكامة التربوية الرشيدة، وتحسين أداء الفاعلين التربويين، وعلى رأسهم المدرس ومدير المؤسسة، الذين يقع على عاتقهم تنفيذ برامج الجودة التعليمية ومقاربة مدرسة التميز.
باختصار، يُعد هذا الكتاب مرجعًا لا غنى عنه لكل مهتم بـ إصلاح المنظومة التربوية، ويجمع بين التحليل الأكاديمي والتطبيق العملي، مما يجعله أداة فعالة في بناء مدرسة النجاح القائمة على الكفاءة والجودة والتدبير المحكم.